قصيدة للشاعر محمد أحمد السديرى

مصايب الدنيا
ليا صار جرحي بالفواد مصيب
ولا ادري متى جرح الفواد يطيب
على أي حال وين ابالقا طبيبه
وهو وسط خفاق الفواد عطيب
هني من لا شاف هم يظيمه
وعن الهموم القاسيات غريب
بعيد عن اللوعات ما ذاق كودها
مصايب وسط الفواد تصيب
مصايب الدنيا كفى الله شرها
الرأس منها يالفهيم يشيب
اليا عتت حمر الهموم وقادها
هاجوس فكري والضمير يجيب
تلقيتها بالعزم والعزم غايتي
وفتى بلا عزم تراه يخيب
فتى بلا عزم حياته مذله
والعزم لقلوب الرجال طبيب
ومن لا صبر ابلعسر ما ذاق يسرها
وباب الفرج للصابرين قريب
تذكرت خلان على الشاطئ الذي
على البحر الأحمر والخضم غضيب
يزيد بموجات تناثر له الحجر
اليا شافها قلب الشجاع يريب
تلاطم على الشاطي هواها يقودها
هذي مقابيل وذيك تغيب
تجيبها زفرات قلبي إلى أوجهت
كما اطواب حراب لقاه حريب
تذكرت يوم افكرت حي نوده
حبيب على قلب المريض حبيب
شجاع تعرض للعظايم بعزمه
مفراص ماص للحريب طليب
كبار العظايم بالعزايم يفلها
نجيب تسلسل من عروق نجيب
عديم تسلسل من مواريث نادر
عريب يورث من نماه عريب
سلطان حلال المشاكل بباسه
مصباح ظلما لمن دعاه يجيب
العزم يقصد من عزومه اليا هبت
رجال بحزات اللزوم تخيب
والطيب يوخذ من فعوله اليا جذت
عن الطيب شبان الرجال وشيب
الطيب يوخذ من مقره ومعدنه
ومرقى سنام الطايلات صعيب
ما يدرك الطولات من لا يرومها
بعزم وشوفات الجبان قريب
من عاش بالحقران ما نال مكرمه
وقصر بلا ساس تراه يعيب
ومن نام عن طلب المكارم وفعلها
ماله بكسب الطايلات نصيب
ومن قصرت يمناه عن كسب طايل
عديم الثنا للخاملات ربيب
ومن لا سقى ضده قراطيع مرها
زير النسا للغانيات لعيب
تشره على الطولات كسابة الثنا
ويقصر عن الطولات كل هليب
لقيت يا عوق العديم بن وايل
الطيب بين العالمين غريب
ولقيت يا عوق العديم بن مقرن
الحسد بين الاقربين جنيب
ولقيت يا عوق العديم ابن فيصل
رفيقك الأدنى عليك رقيب
ينقل خطياتك ويخفى فضايلك
وعلى فضح عوراتك يصير حسيب
عفا الله عن عين حريب لها الكرى
غدا دمعها الصافي يصيب صبيب
لاكن دموع العين من حجر موقها
سيل تحدر من فروع شعيب
على غالي عنا حجب دونه الثرى
وفرقاه ترث بالفواد لهيب
تجرعت من فرقاه ما يجرح الحشا
ولا أدري متى جرح الفواد يطيب